«شلالات الأمل»  قصة قصيرة للكاتب سيف المرواني
«شلالات الأمل»  قصة قصيرة للكاتب سيف المرواني


«شلالات الأمل» قصة قصيرة للكاتب سيف المرواني

صفوت ناصف

الأحد، 04 فبراير 2024 - 03:15 م

يختفي بين الأوراق، ينفث دخان فيتطاير الدخان في أركاناً الغرفة ويمسي الجو ملوثاً يعاني من ملل شديد .

يشرد بعيداً، يمارس حزن غريب يبوح بصوت مبحوح لأوراقه فتتطاير الأوراق في وجهه، ويزيد من الألم طنين البعوض حوله أشياؤه ملقاة علي الأرض .

مسجل انقطع صوته فجأة ، ضوء خافت علي وشك الاحتراق يبدأ يرتشف الشاي ويتركه ينسي الباقي فيبرد في داخله الإحساس يريد الفرار من كل شئ ينسف واقعاُ مضني . يحلم بالساعة التي تتحطم فيها كل القيود يبتعد عن المكان الذي سبب له الحزن يمر علي الأوراق فينطلق يمزق بعضها.

أدخل عليه فجأة ورأي إن هاجس الهم قد تمكن منه واستلقي في عالم التعب يضيع صوته ويريد أن يتحرك ولكن الإعياء قد تمكن منه بشكل كبير، يبحث عن الراحة وهي تجافيه يعيش في فضاء بعيد يسافر من خلاله إلى مساحات شاسعة يتمتع بخياله فتسقط دمعة علي خده تجرح آهاته يحاول الكلام ولكن الصمت قد أطبق علي كل زواية من مساحاته عندها عجز عن التعبير والكلام فانهمرت دموعه بشكل غزير احرق كل شعاع أضاء المسافة .

فقد سكن التوحد ذاته، يريد الابتعاد عن اللحظة والزمن ولكن يغرق في التفكير، فيزداد طنين البعوض من حوله بصوت يزعجه ، وتخمد سيجارة من سجائره ويبدأ يشعل أخري وقفت زمناً انظر فيما حولي .

كل منٌا يسوده صمت رهيب حتي الجدران عمها هذا الصمت فسكت الحوار وانطفأ حنين الشوق . وازدادت الغربة في أعماقه ، يرغب في الهروب من هذا الإحساس . فجأة أصرخ في وجهه وأقول له ما بك ؟ وما الذي يشغل تفكيرك ؟ لم يرد علي في بادئ الأمرـ

ولكن بعد برهة من السكوت قال: إحساسي بالاحتراق، بُعد أهلي عني وأشياء كثيرة تشغل بالي وتثقل كأهلي بالهموم.

 فقلت له: اصبر وتحلي بذلك ولا تدع اليأس يدخل في أعماق لحظاتك .

دعك من هذا التعب والألم كله. ولتكن كل صفحاتك ملونة بألوان الفرحة والأمل لن تتمكن من النهوض إلا إذا ابتعدت عن هذا الشعور، تحطم كل الحواجز الباقية وتدمر معاني عدم الارتياح التي تسكن إرجاء معالمك فتعيش كل لحظة بالفرح والأمل فسوف ينطلق حصانك بسرعة يحمل لك كل الخير دع الأمور تسير كما هي فنهض بتثاقل واتجه إلي المغسلة فغسل وجهه وتوضأ وصلى ركعتين .

عاد منها منشرح البال والابتسامة تعلو محياه فقال تعال بنا ننطلق إلى دنيا الأمل نصل إلي مكان يشرح النفس فيه الخضرة والماء وتغاريد العصافير أجد فيها نفسي بعد إن ضعت في محيطات الألم والتعب أين كنت منذ زمن ؟

فعاد للورود بهائها وللازهار رونقها وعادت للازدهار من جديد والفرح علي المساحات وعادت الحياة إلى مجراها من جديد وبدأت تتدفق شلالات الأمل بانهمار .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة